الأربعاء، 26 مايو 2010

( احنا دافنينه سوا )



الكل تقريبا سمع المثل الشعبي  (احنا دافنينه سوا ) ولكن قد يكون هناك من لايعرف قصة هذا المثل وهي ان شخصين كان لديهما حمار يعتمدان عليه في تمشية امورهما المعيشية ونقل البضائع من قرية الى اخرى , وأحباه  حتى صار كأخ لهما يأكلان معه وينام الى جانبهما  وأعطياه اسما للتحبب هو  (ابو الصبر )


 وفي أحد ألايام وأثناء سفرهما  في الصحراء سقط الحمار ونفق , حزن الاخوان على الحمار حزنا شديدا ودفناه بشكل لائق وجلسا يبكيان على قبره بكاء مرا  , وكان كل من يمر يلاحظ هذا المشهد فيحزن على المسكينين ويسألهما عن المرحوم فيجيباه بأنه المرحوم ( أبو الصبر) الذي كان الخير والبركة و يقضي الحوائج ويرفع الاثقال ويوصل البعيد, فكان الناس يحسبون انهما يتكلمان عن شيخ جليل او عبد صالح فيشاركونهما البكاء وشيئا فشيئا صار البعض يتبرع ببعض المال لهما

ومرت الايام فوضعا خيمة على القبر وزادت التبرعات فبنيا حجرة مكان الخيمة والناس تزور الموقع وتقرأالفاتحة على العبد الصالح الشيخ الجليل (ابو الصبر) وصار الموقع مزارا يقصده الناس من مختلف الاماكن وصار للمزار  كرامات ومعجزات يتحدث عنها الجميع فهو يفك السحر ويزوج العانس ويغني الفقير ويشفي المريض وكل المشاكل التي لاحل لها, فيأتي الزوار  ويقدمون النذور والتبرعات طمعا في أن يفك الولي الصالح عقدتهم , واغتنى الاخوان وصارا يجمعان الاموال التي تبرع بها الناس السذج ويتقاسمانها سويا. وفي يوم اختلف الاخوان على تقسيم المال فغضب احدهما وارتجف وقال :

- والله سأطلب من الشيخ  ابو الصبر (مشيرا الى القبر ) ان ينتقم منك ويريك غضبه ويسترجع حقي .
ضحك الاخ وقال :

- اي شيخ صالح يا أخي ؟ انسيت الحمار؟ احنا دافنينه سوا !!
.
.
.

 ودون ذكر كم من حمار دفناه بايدينا ثم تحول بقدرة قادر الى شيخ صاحب كرامات وكم من هذه المزارات الوهمية موجودة في عالمنا العربي والتي تثبت براعتنا في خلق الاوهام وتخليد ذكرى ابطال لاوجود لهم على ارض الواقع

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق