الخميس، 10 مارس 2011

جيل الانترنت



كنت أتابع الإنترنت كثيراً .. بنفس النهم لمعلوماتي الطاغي على الجميع تقريباً .. و الحقيقة .. كفى .. تغيّرت حياتي في الثلاث سنوات الماضية كثيراً و ما زالت تتغيّر :
متابعة تويتر بالنسبة لي .. رغم أهميّتها .. ستقلّ كثيراً .. حان الوقت للتركيز على ( ماذا أفعل أنا الآن ) .. بدلاً من التركيز على ( ماذا فعل سكّان الكرة الأرضيّة الآن ) .. وداعاً تويتر .. آسف .. لا وقت لديّ .. سأكتفي بمتابعة الـBBM .. و قائمة صغيرة من عشرين شخصاً أعرفهم على أرض الواقع فقط ..

كنت أتابع الكثير من روابط Digg المشهورة من نوع ( ٣٠ أسلوب في الفوتوشوب لصنع التأثير الفلاني ) .. أو من نوع ( خمسون طريقة مختلفة لإستخدام الـCSS بشكل مبتكر ) .. أو نوع ( مليون صورة غير طبيعية يجب أن تراها قبل أن تموت ! ) .. إنتهى كل هذا .. لا وقت لدي لرؤية مليون صورة ! .. ولا لإكتشاف الثلاثين طريقة لصنع التأثير الفلاني أو الكذا الفلاني .. سأستمر على طريقتي الخاصة و أطورها .. أو سأخترع طريقتي الخاصة إن لم تكن لدي طريقة للآن .. كفى تشتيتاً .. لا وقت لدي لكل هذه الزحمة ! .. خمسين طريقة مختلفة ! ما الفائدة ؟ .. !

كنت من متابعي المسرحيّة الهزليّة بين المنتديات الصحوية و النومية .. والعلمانيه والغبائيه.. و الإنقلابية و الإنبطاحية .. سأختصر لكم الحكاية .. كل هذا كلام بلا أفعال و سيبقى كذلك .. كلهم متطرفون و إلّا لما صبّوا غضبهم على بعضهم .. كلهم مبالغون مغالون .. كلٌ في ناحيته يتمادى بطريقته الخاصة .. و كلهم خاسرون لهذه الحرب التي لن تنتهي .. و الإنسان الطبيعي لا يأبه للناس الغير طبيعيين !.. سأترك الفريقين يقتتلان .. و سأغلق عليّ بابي .. إن لم يكن لديهم شيءٌ سوى الكلام و الكتابة .. فلدي بعض الاعمال التي أريد إنجازها ! .. الثرثرة و الهمز و اللمز على الإنترنت لا يخدم احد .. لا أستطيع أن أسلبهم حقّهم بتفريغ غضبهم فوق بعضهم في المنتديات .. لكني أمارس حقّي في إستثمار وقتي بشكل أفضل بكثير ..


كل أسبوع تقريباً .. أفتح التلفزيون لمدة ٢٠ دقيقة فقط لأتفرج أثناء تناول الطعام ( فقط عندما تكون الوجبة الأسبوعية الفخمة .. يعني البيت مثلاً ! ) .. المهم .. أضعه على أحد القنوات الإخبارية .. لمجرد متابعة العالم لمدة لعشرين دقيقة أثناء الوجبة .. هه .. لا شي يسد النفس و الشهية كمتابعة أخبار العالم .. كلها تقريباً كوارث ! أليس الغريب أن كوارث الأسبوع الماضي و الحالي و التالي هي نفسها كل أسبوع ؟ .. وداعاً أيها التلفزيون .. لا وقت لدي لإستيعاب عدد المصائب التي تجري على كوكبي الآن .. أعود لإغلاقه و متابعة وجبتي في سلام .. أمّا العالم .. فله ربّ يحميه .. التلفزيون خرج من حياتي تماماً ! .. التلفزيون إنتهى ..

الشات ؟ .. آسف .. لا أتعامل به .. الفيسبوك ؟ .. له ٥ دقائق في اليوم فقط .. الماسنجر ؟ لا .. أتعامل بالBBM فقط .. كل أنواع الـWeb 2.0 .. آآآآآآآسف .. لا وقت لديّ .. لدي حياة أعيشها بعيداً عن هذه الزحمة ! ..

بعت كل شيءٍ حولي ..
لأشتري المزيد من وقتي ..
أمّا وقتك أنت ..
أضعه كما تشاء !
أو إملكه !
فأنت المحاسب عليه !

هناك تعليق واحد:

  1. حيات الانسان تنبني على ثقافته وعلمه بما يدوور حوله
    الانترنت صار حياة كل شخص اعرفه في حياتي تقريبا
    ومن فات عمريه متفاوته جدا

    لقد اعجبني كلامك جدا كلام طيب ان نرا في هذا العصر من امثاللك لا كن ان ابتعدت عن هذي الوسائل وابتعد الناس جميعا عنها فلمن صنعت ولم اخترعت ام واوجدها العلم هبا منثورا
    لقد اخذاتنا الدراسه في هذي الايام عن التلفاز وعن الماسنجر
    اما الشات او الفيس بووك فليس لي صله بها
    المسنجر هو حدي ولن اذهب بعيا عنه لني مكتفيه بما لدي
    التلفاز ولاخبار ثقافه تخيل نفسك تجلس في مجلس يطرح فيها احد الاشخاص موضووعاعن احد الاخبار وتكوون انت الوحيد الذي ليس لديك اي فكره عن المووضووع
    التقنيات الماسنجر التلفاز
    ارحب فيها بحياتي وبكل رحب
    لاكن بحدووود وفي اوقات الفراغ
    استفيد وافيد الناس من حولي
    اعرف واناقش مواضيع العصر واكوون ملما بما حولي
    شكرا مووضووع راع جدا
    هذه وجهة نضري

    ردحذف